كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٨٤
ما حل لنا منهم، ولسنا نخاف أن يحيف الله علينا ولا رسوله، وأ ن عليا رضي الله عنه ليس بالراجع ولا بالناكص ولا الشاك الواقف في أمره، وهو اليوم على ما كان عليه أمس، وقد أكلتنا هذه الحروب، ولسنا نرى إلا البقاء في الموادعة - والسلام -.
قال: ثم وثب هانىء أو كردوس بن هانىء البكري (1) فقال: أيها الناس! إننا ما تولينا معاوية منذ تبرأنا منه، ولا برئنا من علي منذ توليناه، وقد علمنا أن قتلانا شهداء وأحياءنا أبرار، وأن عليا لعلى بينة من ربه وما أحب إلا الإنصاف، وكل محق منصف، فمن سالمه نجا ومن خالفه هلك (2).
قال: ثم وثب خالد بن معمر السدوسي فقال: يا أمير المؤمنين! إننا ما أخرنا هذه المقالة إلا أن يكون (3) أحدى أولى بهذا الكلام منا غير أننا جعلناه ذخرا لنا، وقلنا أحب الأمور إلينا ما كفينا مؤنته، فأما إذ سبقنا إلى الكلام فإننا لا نرى البقاء إلا فيما دعاك إليه القوم، فإن رأيت ذلك فأجبهم إليه وإن لم تر ذلك فرأيك أفضل.
قال: ثم وثب الحضين بن المنذر (4) وكان أصغر القوم سنا فقال: أيها الناس!
إنما بني هذا الدين على التسليم فلا تعملوا فيه بالقياس، ولا تهدموه بالشبهة (5)، و أمير المؤمنين فهو المصدق بما قال والمأمون على ما فعل، فإن قال: لا. قلنا:
لا، وإن قال: نعم، قلنا: نعم.
قال: فوثب رفاعة بن شداد البجلي وكان من أفاضل أصحاب علي رضي الله عنه، فقال: أيها الناس! إنه لا يفوتنا شيء من حقنا وقد دعونا القوم إلى ما دعوناهم إليه في أول أمرنا، فإن يتم الأمر على ما نحب وحكم بالقرآن على ما فيه من الحق فبعد بلاء شديد وقتل ذريع، وإن تكن الأخرى أثرناها عجاجة (6)، فهذه سيوفنا في

(١) في الإمامة والسياسة ١ / ١٣٩ والأخبار الطوال ص ١٨٩: كردوس بن هانىء البكري (وهو من ربيعة).
(٢) الإمامة والسياسة: هوى.
(٣) الإمامة والسياسة: ١ / ١٤٠: يكون أحد أولى به منا.
(٤) عن الطبري والأخبار الطوال ومروج الذهب، وبالأصل: " الحسن بن المنور " وفي الإمامة والسياسة:
الحصين.
(٥) وقعة صفين ص ٤٨٥: بالشفقة.
(٦) وقعة صفين ص ٤٨٨: جذعة.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191