كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
الذي دعاهم إليه أمس، ولو رده عليهم لكنتم عليه أعتب (1)، فلا يلحد في هذا الأمر إلا ورجع على عقبيه أو يستدرج الذين تعرضوا بيننا وبين من طعن على أمير المؤمنين بعد هذا الأمر إلا بالسيف، ثم أنشأ يقول:
أتى نبأ من الأنباء ينمي * وقد يشقى من الخبر الخبير و قد جاء معاوية بن حرب * بأمر قد تضيق به الصدور فما أحيى القرآن [و] وحي لكن * متى حاروا فمخ القوم زير فلا تعجل معاوية بن حرب * وإن سرور ما تهوى غرور فإنك والخلافة يا بن حرب * لكالحادي وليس له بعير قال: ثم وثب جماعة من بني بكر بن وائل، منهم حريث بن جابر وخالد بن معمر وشقيق بن ثور وكردوس بن عبد الله (2) إلى علي رضي الله عنه فقالوا: ما ترى يا أمير المؤمنين؟ إن أجبت القوم أجبنا وإن أبيت أبينا، وها نحن بين يديك. فقال علي: أنا أحق من أجاب إلى كتاب الله (3) ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة والضحاك بن قيس وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وأنا أعرف بهم منكم، لأني (4) قد رأيتهم صغارا وصحبتهم كبارا، وكانوا شر أطفال وشر رجال، وقد علمت أن رفع هذه المصاحف إنما هو وهن (5) وخديعة و مكيدة، وليس يحل لي ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فآبى أن أقبله، لأني إنما قاتلتهم ليدينونا (6) بحكم القرآن، لأنهم قد كانوا عصوا الله فيما أمرهم به و نهاهم عنه، فلم ينتهوا ونقضوا (7) عهده ونبذوا كتابه، غير أني أراكم قد اجتمعتم على أمر لا أرى فيه مخالفتكم.

(١) الإمامة والسياسة: أعيب.
(٢) كذا بالأصل هنا، وقد مر قريبا كردوس بن هانىء.
(٣) في الأخبار الطوال ص ١٩٠: " عباد الله، إنا أحرى من أجاب إلى كتاب الله، وكذلك أنتم " وفي وقعة صفين ص ٤٩٠: " أنا أول من دعا إلى كتاب الله وأول من أجاب إليه ".
(4) الطبري 6 / 27 ومروج الذهب 2 / 433: قد صحبتهم أطفالا وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال وشر رجال.
(5) الطبري: " خديعة ودهنا ومكيدة " ومروج الذهب: خديعة ودهاء ومكيدة.
(6) الطبري ومروج الذهب: ليدينوا.
(7) الطبري: ونسوا عهده.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191