وترجو أن تحيره بشك * وترجو أن يهابك بالوعيد و قد كشفت القناع وجر ثوبا * يشيب لرأسه (1) رأس الوليد له خيل مسبلة (3) طحون * فوارسها تلهب كالأسود يقول لها إذا رجعت إليه * وقد ملت طعان القوم عودي فإن وردت فأولها ورودا * وإن صدرت فليس بذي صدود و ما هي من أبي حسن بركن * وما هي من مسائك بالبعيد و قلت له مقالة مستفز (3) * ضعيف الرأي منقطع الوريد وعز الشام حسبك يا بن هند * من السوءات والرأي الزهيد و لو أعطاكها ما ازددت عزا * وما لك في استزادك من مزيد (4) فلم تكسر بذاك الرأي عودا * سوى ما كان لا بل دون عود (5) قال: فغضب معاوية من مقال عمرو ثم قال: يا هذا! إنك لتعظم عليا حتى كأنه ليس الذي فضحك بالأمس، فرميت بنفسك عن فرسك كاشفا عن عورتك، قال: فتبسم عمرو ثم قال: أما فضيحتي فإنه لم يفتضح أحد بارز عليا لا، بل ذلك فخر له، فإن شئت أن تبلو ذلك فتقدم! قال: ثم أنشأ عمرو يقول في ذلك (6):
معاوي لا تشمت بفارس بهمة (7) * لقي فارسا لا تعتريه الفوارس معاوي لو أبصرت في الحرب مقبلا * أبا حسن يهوي عرتك (8) الوساوس و أيقنت أن الموت حق وأنه * ليفنيك إن لم تمض في الحرب حابس فإنك لو لاقيته كنت بومة * أتيح لها صقر من الجو بائس و ماذا بقي لليوم بعد لقائه * وإن الذي يلقى عليا لآئس دعاك فصمت دونه الأذن خائفا * فنفسك قد ضاقت عليها الأمالس