كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
علمت وعلمنا أن هذه الحروب تبلغ منا ومنك ما بلغت لم نك نجنها على بعضنا بعض فنحن وإياك بعد من الحرب في غاية ولم نبلغ منها ما نريد، وأما سؤالك (1) إياي الشام فلم أكن بالذي أعطيك اليوم ما منعتك بالأمس (2)، وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة، وأما قولك إننا بنو عبد مناف فلعمري إننا كذلك ولكن ليست أمية كهاشم، ولا حرب كعبد المطلب، ولا أبو سفيان كأبي طالب، ولا الطليق كالمهاجر، ولا المبطل كالمحق (3)، وفي أيدينا فضل النبوة التي بها عز الذليل وذل العزيز - والسلام -.
ثم كتب النجاشي إلى معاوية بهذه الأبيات:
ألا أبلغ معاوية بن صخر * مغلغلة يسيء بها الرقاق أتطمع في العراق وساكنيه * وقد جاشت بحومتها العراق و ناداه أبو حسن علي * بحجته التي ليست تطاق و أوطى الشام مسألة طحونا * كذكر الطرق يقدمها العتاق أيا لله درك يا بن هند * وكأس الموت أقطع ما يذاق فما لك في يدي الأمر حق * وما لك في عواقبه حقاق فقد ذهب الحياء فلا حياء * وقد ذهب الخلاق فلا خلاق أتمنعه وأمرك فيه رحب * ويعطيه وقد ضاق الخناق قال: فلما وصل الكتاب والشعر إلى معاوية ندم إلى ما كتب به إلى علي، و شمت به عمرو بن العاص وقال: قد نهيتك عن الكتاب إلى علي فلم تنته ولم تقبل، قال: ثم أنشأ عمرو في ذلك يقول (4):
ألا لله درك يا بن هند * ودر المرء عن ليث الأسود (5) أتطمع لا أبا لك في علي * وقد قرع الحديد على الحديد

(١) النهج: فأما طلبك إلي.
(٢) زيد في نهج البلاغة: وأما قولك إن الحرب قد أكلت العرب إلا حشاشات أنفس بقيت، ألا ومن أكله الحق فإلى الجنة ومن أكله الباطل فإلى النار. وأما استواؤنا في الحرب والرجال فلست بأمضى على الشك مني على اليقين.
(٣) زيد في النهج: ولا الصريح كاللصيق، ولا المؤمن كالمدغل.
(٤) الأبيات في وقعة صفين ص ٤٧٢.
(٥) وقعة صفين: ودر، الآمرين لك الشهود.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191