كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٥٤
ألا يا بن هند إني غير غافل * وإنك مما تبتغي غير نائل (1) أالآن لما أخبت الحرب نارها * عليك وألقت بركها بالكلاكل وأصبح أهل الشام صرعى فكلهم (2) * كفقعة قاع أو كشحمة آكل وأيقنت إنا أهل حق وإنما * دعوت لأمر كان أبطل باطل دعوت ابن عباس إلى السلم خدعة * وليس لها حتى (3) يموت بقائل فلا سلم حتى يشجر الخيل بالقنا * وتضرب هامات الرجال الأوائل و آليت: لا تهدي إليه رسالة * إلى أن يحول الحول من رأس قابل (4) أردت بها قطع الجواب وإنما * رماك فلم يخطئ بثأر المقاتل و قلت له: لو بايعوك تبعته * فهذا علي خير حاف وناعل وصي رسول الله من دون أهله * وفارسه إذ قيل: هل من منازل فدونكه إذ كنت تبغي مهاجرا * أشم بنصل السيف ليس بناكل (5) قال: ثم عرض الفضل شعره على علي رضي الله عنه، فقال له: أنت أشعر العرب - أو قال: أنت أشعر قريش.
قال: فوصل الكتاب إلى معاوية فقرأه وفهم الشعر، فلم يردعه ذلك إلى أن كتب إلى علي (6): أما بعد فلو أنك علمت وعلمنا أن هذه الحروب تبلغ منك ومنا ما بلغت ما كان جناها على بعضنا بعض، والآن فقد تتهيأ لنا أن نصلح ما بقي وندع ما مضى، وقد كنت سألتك بالأمس، فقد والله ذهب الأخيار والرجال وإنما نحن بنو عبد مناف وليس لبعضنا على بعض فضل.
فكتب إليه علي رضي الله عنه (7): أما بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه أنك لو

(١) وقعة صفين ص ٤١٦: وانك ما تسعى له غير نائل.
(٢) وقعة صفين: ضربين خيرة. والفقعة واحدة الفقع وهي ضرب من أردأ الكمأة.
(٣) وقعة صفين: حتى تدين بقابل. (٤) يشير إلى قول معاوية بعدما وصله جواب ابن عباس على كتابه: أنه لن يكتب إليه إلا بعد سنة كاملة.
(٥) وقعة صفين: " أشم كنصل السيف عير حلاحل ".
(٦) نسخته في الأخبار الطوال ص ١٨٧ الإمامة والسياسة ١ / ١٣٧ وقعة صفين ص ٤٧١ باختلاف يسير بين النصوص.
(7) المصادر السابقة، ونهج البلاغة كتاب رقم 17.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191