كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٦٠
فقال عبد الله بن عمرو: وكذلك حمزة بن عبد المطلب يوم أحد إنما قتله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقتله وحشي؟ فقال معاوية لعمرو: نح عنا ابنك هذا الموسوس الذي لا يدري ما يقول.
قال: وجاء علي بن أبي طالب حتى وقف على عمار وهو مزمل بدمه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، إن امرؤ لم يدخل عليه مصيبة من قتل عمار فما هو من الإسلام في شيء، ثم قال علي: رحم الله عمارا يوم يبعث ورحم الله عمارا يوم يسأل، فوالله لقد رأيت عمار بن ياسر وما يذكر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة إلا كان رابعا، ولا أربعة إلا كان خامسا، إن عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا موطنين ولا ثلاث، فهنيئا له الجنة! فقد قتل مع الحق والحق معه، ولقد كان الحق يدور منه حيث ما دار، فقاتل عمار وسالب عمار وشاتم عمار في النار.
قال: ثم تقدم علي رضي الله عنه فصلى عليه وصلت عليه أصحاب علي بأجمعهم وأدخل إلى حفرته فدفن، فأنشأ الحجاج بن [عمرو بن] غزية الأنصاري يقول (1):
يا للرجال لعظم الهول أرقني (2) * وهاج حزني أبو اليقظان عمار أهوى له ابن جون في فوارسه * من السكون وللهيجاء إعصار (3) فاختل صدر أبي اليقظان معترضا * بالرمح قد أوجبت (4) فيه له النار كانت علامة بغي القوم مقتلة * ما فيه شك ولا ما فيه إنكار (5) قال النبي له تقتلك شرذمة * شيطت لحومهم بالبغي فجار فاليوم يعلم (6) أهل الشام أنهم * أصحاب تلك وفيها النار والعار قال: وحمل بعضهم على بعض، فاقتتلوا قتالا شديدا، وجعل الأشتر يقاتل و هو يقول (7):

(١) الأبيات في مروج الذهب ٢ / ٤٢٣.
(٢) مروج الذهب: يا للرجال بعين دمعها جاري.
(٣) مروج الذهب: يدعو السكون وللجيشين إعصار.
(٤) مروج الذهب: للرمح، قد وجبت فينا.
(٥) ليس في مروج الذهب.
(٦) مروج الذهب: يعرف.
(٧) الأبيات في مروج الذهب ٢ / ٤٣١ - ٤٣٢. ووقعة صفين ص ٣٦٤.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191