كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٦٧
القوم فلعلهم يجيبون إلى أمر من الأمور، فقال النعمان: علي ذلك وأنا صائر إلى القوم (1).
قال: ثم أقبل النعمان بن بشير حتى دنا من عسكر علي رضي الله عنه ثم نادى: أيها الناس! أين قيس بن سعد بن عبادة؟ فليخرج إلي، أنا النعمان بن بشير! قال: فأقبل قيس بن سد حتى وقف قبالته، ثم قال: هات يا بن بشير ما عندك، فقال النعمان: يا قيس! إنه قد أنصف القارة من راماها (2)، وقد أنصف من دعا إلى الحق، بأنكم يا معشر الأنصار قد أخطأتم في خذل عثمان يوم الدار و قاتلتم (4) أنصاره يوم الجمل، فلو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا أيضا لكان الأمر في ذلك هينا، ولكن خذلتم حقا ونصرتم باطلا، ثم لم ترضوا بذلك حتى (3) بغيتم على أهل الشام أشد البغي، ودعوتم إلى النزال (4)، ثم لم ينزل لعلي بن أبي طالب أمر قط له ما بعده إلا وهونتم عليه المصيبة ووعدتموه الظفر، والآن فقد أخذت الحرب منا ومنكم، فاتقوا الله في البقية - والسلام -.
قال: فضحك قيس بن سعد ثم قال (5): ما كنت أظن أنك يا نعمان تحتوي على مثل هذا الكلام وتقوم هذا المقام، أما ذكرك عثمان فقد خذله من هو خير منك و من أبيك، فأما أهل الجمل فإننا قاتلناهم على النكث، لأنهم نكثوا بيعة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بعد أن بايعوه فقاتلناهم على ذلك، وأما معاوية فو الله لو اجتمعت له العرب قاطبة لقاتلته الأنصار خاصة، وأما ما ذكرت من الحروب فنحن في هيجها كما كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نتقي السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا، حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، ولكن انظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إلا (6) طليقا وأحزابيا! وانظر أين المهاجرون والأنصار، وأين التابعون بإحسان الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وانظر هل ترى مع معاوية غيرك وغير صويحبك مسلمة بن

(١) الخبر في الإمامة والسياسة ١ / ١٣٠ - ١٣١ باختلاف وزيادة. ووقعة صفين ص ٤٤٨ - ٤٤٩.
(٢) مثل. مر التعليق عليه.
(٣) الإمامة والسياسة: " وقتلكم ".
(٤) الإمامة والسياسة: حتى أشعلتم الحرب ودعوتم إلى البراز.
(٥) الإمامة والسياسة ١ / ١٣١ ووقعة صفين ص ٤٤٩.
(6) الإمامة والسياسة: إلا طليقا اعرابيا، أو يمانيا مستدرجا.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191