كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٣٧
وسيفي ورمحي. قال: وأنشأ رجل من ربيعة يقول (1):
أتانا أمير المؤمنين فحسبنا * على الناس طرا أجمعين بها فضلا على حين أن زلت بنا النعل زلة * ولم تترك الحرب العوان لنا نجلا و قد أكلت منهم ومن فوارسا * كما تأكل النيران في الحطب الجزلا فكنا له في ذلك الوقت جنة * وكنا له من دون أنفسنا نصلا فأبنا بفضل لم ير الناس مثله * على قومنا طرا وكنا له أهلا و قال لنا: أنتم ربيعة جنتي * ودرعي التي ألقي بأعراضها النبلا و رغبه فينا عدي بن حاتم * بأمر جميع صادق القول والفعلا فإن يك أهل الشام أودوا بهاشم * وأودوا بنبهان وأبقوا لنا ثكلا فابن بديل فارس كل بهمة * وغيث خزاعي به يدفع المحلا فهذا عبيد الله والمرء حوشب * وذو كلع أضحوا برايته قتلى قال: وجاء الليل فحجز بين الفريقين، ومر زيد بن عدي بن حاتم بخال له من طيء يقال له حابس بن سعد فرآه قتيلا، فوقف عليه ينظر إليه وقال: ليت شعري من قتلك! فقال رجل من بني حنظلة (2) من أصحاب علي رضي الله عنه: أنا قتلته، قال: ولم قتلته؟ قال: لأنه من أصحاب معاوية، قال زيد: وإن كان من أصحاب معاوية فإنه خالي، ثم شد عليه زيد بن عدي فضربه على أم رأسه فقتله، ثم مر هاربا إلى معاوية فصار معه، فسر معاوية بمصير زيد بن عدي إليه، واغتم علي بن أبي طالب بقتل الحنظلي ولهرب زيد بن عدي. قال: واغتم عدي بن حاتم لذلك غما شديدا، وندم زيد بن عدي على ما فعل فأنشأ يقول:
تطاول ليلي واعتراني وساوسي * ببيعي الهدى بالترهات البسابس فتركي عليا في صحاب محمد * وقتلي أخا معن لمصرع حابس فيا ليت شعري هل لي اليوم توبة * أنا صح فيها الله وهو آئسي فإن تطمعوني اليوم أرجع تائبا * ولا أتقي إلا جدار الدهارس قال: فقام عدي بن حاتم إلى علي رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين! إن

(١) نسب العشر للشني (وقعة صفين ص ٤٠٥ وذكرت فيه الأبيات).
(٢) في وقعة صفين ص ٥٢٢: من بكر بن وائل.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191