كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
إذ ظفرت (1) كتائب العراق * نحن قتلنا صاحب المراق وقائد البغاة والشقاق * ونحن أهل الدار والاخراق (2) لما لففنا ساقهم بساق * بالضراب والطعن مع العناق و سل بصفين لدى التلاق * لقد لقيناهم على المصداق (3) نجد بالسيف مع المراق * ضربا يدمي عكر الأعناق (4) قال: وجاء الليل فحجز بين الفريقين، فرجع بعضهم عن بعض، وأقبل إلى معاوية رجل من أجلاء أهل الشام (5) حتى وقف بين يديه، فقال: يا معاوية! إنه قتل منا في هذا اليوم سبعمائة رجل من مقاتلة أهل الشام، ولم يقتل من أصحاب علي إلا أقل من ذلك، وأنت الذي تفعل بنا ذلك، لأنك تولي علينا من لا يقاتل معنا، مثل عمرو بن العاص وبسر بن (أبي) أرطاة وعبد الرحمن بن خالد وعتبة بن أبي سفيان، و كل واحد من هؤلاء إنما يقاتل ساعة ثم يخرج من الغبار، فإن وليت علينا رجلا مثله حتى نقاتل معه فذاك، وإلا فلا حاجة لنا فيك - والسلام -. قال: ثم ولى مغضبا و أنشأ يقول:
معاوي إما تدعنا لعظيمة * فنحن لها إن لم نحام على الحقب (6) فول علينا من يحوط ذمارنا * من الحميريين الملوك على العرب و لا تأمرنا بالتي لا نريدها * ولا تجعلنا للهوى موضع الذنب و لا تغضبنا والحوادث جمة، عليك فيفشو اليوم في جهر (7) الغضب أفي كل يوم لا يزال يقودنا * إلى الموت فجفاج إذا الحرب اقترب يحامي علينا ساعة ثم يمتري * بساقية خراج الغبار من الكرب (8)

(١) في وقعة صفين ص ٣٨٣: ظهرت.
(٢) كذا، لعلها " والإحراق " إشارة إلى إحراق باب دار عثمان أثناء حصار أهل الأمصار له. راجع ذلك " حصار عثمان ومقتله ".
(٣) وقعة صفين: تنبأ بتبيان مع المصداق.
(٤) كذا بالأصل " عكر " تحريف، والصواب: عقر الأعناق أي أصلها.
(٥) هو المزعف اليحصبي، من أجلاء القحطانيين. وقعة صفين ص ٤٤١ وقد نسب إليه الأبيات الآتية.
(٦) المصراع في وقعة صفين: يلبس من نكرائها الغرض بالحقب.
(٧) وقعة صفين: يحصب.
(8) يشير إلى هروب عمرو بن العاص وقد ضربه الأشتر على وجهه، فهرب راكضا إلى عسكره.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191