كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٣٨
ابني زيدا لا كلاه الله قد قرر بالظنة وهو موضع التهمة، غير أني إذا ذكرت مكانك من الله عز وجل ومن محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكاني منك اتسع (1) جناني وطابت نفسي، وو الله لو وقع زيد في يدي لقتلته، ولو كان ميتا لما حزنت عليه، ثم أنشأ عدي يقول:
أيا زيد قد جرعتني منك غصة (2) * وما كنت للثوب المدنس لا بسا فليتك لم تخلف وكنت كمن مضى * وليتك إذا لم تمض لم تر حابسا ألا أن قد أغنى عدي بن حاتم * غناك وأمسى بالعراقين دانسا (3) و حامت عليه جرول وحماتها * وأصبح في الأعداء تفري الفوانسا (4) نكصت على العقبين يا زيد ردة * وأصبحت قد جدعت منا المعاطسا قتلت امرءا من خير مرء بحابس * فأصبحت مما كنت ترجوه آئسا قال: فبلغ زيد بن عدي ما قال أبوه، فخشي أن يقتل، فهرب أيضا من عند معاوية حتى لحق بخيل طيء، ولم يأت أباه حتى مات.
قال: وأصبح القوم وقدم كعب على معاوية من حمص، فقربه معاوية وأدناه و بره وكساه، قال: فجعل كعب يحدث معاوية بالرخص ولا ينكر عليه ما هو فيه من قتاله عليا.
قال: وعبى رضي الله عنه أصحابه، فقال عمرو بن العاص لمعاوية:
ائذن لي أن آتي ميسرة علي فإنهم قوم من ربيعة وهم أخوالي، فلعلي أرد عنك بعضهم إذا أنا شككتهم في الذي هم فيه، قال: فقال معاوية: أبا عبد الله! أنا و أنت كما قال الأول: كبر عمرو عن الطوق (5)، أما أنا فإني لا أحب لك أن تصير

(١) في وقعة صفين ص ٥٢٣: ارتفع حناني، وطال نفسي.
(٢) في وقعة صفين: يا زيد قد عصبتني بعصابة.
(٣) البيت في وقعة صفين:
ألا زاد أعداء وعق ابن حاتم * أباه وأمسى بالفريقين ناكسا (٤) البيت في وقعة صفين:
و حامت عليه مذحج دون مذحج * وأصبحت للأعداء ساقا ممارسا (5) هو عمرو بن عدي بن نصر اللخمي ابن أخت جذيمة الأبرش. مثل يضرب في ارتفاع الكبير عن هيئة الصغير. انظر قصة المثل في أمثال الميداني 1 / 56، أمثال الضبي ص 68، الفاخر لابن عاصم ص 73، الحيوان 6 / 209 القاموس (طوق).
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191