سائل بنا عكا وسائل كلبا * والحميريين وسائل شعبا (1) كيف رأوا طعانها والضربا (2) * إن لم يكن عند اللقاء غلبا قال: وانصرف عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمي وقد أثخن بالجراحات وهو يقول:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * أما لك لا تنيب إلى الصواب أكل الدهر مرعوس جبان * تجارب من يقوم إلى الكتاب فإن تسلم وتبقى الدهر يوما * نزرك بجحفل صحب الطلاب (3) و إلا فالتي جربت منا * لكم ضرب يشيب ذي الغراب (4) قال: فبات الفريقان يتأوهان من ألم الجراحات، وأقبل معاوية على عمرو بن العاص فقال: أبا عبد الله! قد أكلتنا والله هذه الحروب ولا أرانا نأخذ العراق إلا بهلاك أهل الشام، وأنت تعلم أن رئيس الناس مع علي بن أبي طالب عبد الله بن عباس، وهو رجل إن قال شيئا لم يخرج علي من رأيه، فهل لك أن تعمل في خديعته؟ فلعله يأمر عليا أن يكف عن هذه الحروب، فقد والله هلكت الناس، فقال عمرو: إن مثل ابن عباس لا يخدع، ولو طمعت فيه إذا لطمعت في علي بن أبي طالب، فقال معاوية: لا عليك إن تكتب إليه رقعة لطيفة وتنظر ما عنده فنعمل على حسب ذلك.