كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١١٥
عالما بالقضاء محتسبا بال‍ * خير يرجو الثواب بالبينات (1) ليس يخشى كريهة في لقاء * لا ولا ما يكون في الآفات فلقد ذقت في الجحيم نكالا * وضراب المقامع المحميات يا بن داود قد وقيت ابن هند * أن يكون القتيل بالمقفرات قال: وجاء الليل فحجز بين الفريقين.
وقد كان رجل من أهل الشام يقال له الأصبغ بن ضرار (2) (الأزدي) يخرج بالليل من عسكر معاوية فيكون حارسا وطليعة لمعاوية، قال: فندب له علي رضي الله عنه الأشتر وقال: إن قدرت عليه فخذه ولا تقتله وجىء به!
قال: فاحتال عليه الأشتر فأخذه أسيرا من غير أن يقاتل، ثم جاء به إلى رحله ليلا فشد وثاقه ينتظر به الصباح، قال: وأيقن الرجل بالقتل وكان مفوها شاعرا، فأنشأ يقول (3):
ألا ليت هذا الليل أطبق سرمدا * على الناس لا يأتيهم بنهار يكون كذا حتى القيامة إنني * أحاذر في الاصباح ضرمة نار فيا ليل طبق إن فيك لراحة (4) * وفي الصبح قتلى أو فكاك إساري ولو كنت تحت الأرض تسعين واديا * لما رد عني ما أخاف حذاري فيا نفس مهلا إن للنفس غاية * فصبرا على ما فات (5) يا بن ضرار أأخشى ولي في القوم رحم قريبة * من الامر ما أخشى والأشتر جاري (6) ولو أنه كان الأسير ببلدة * أطاع بها شمرت ذيل إزاري ولو كنت جار الاشعث‌ الخير وكنى * وفر من الامر المخوف فراري وجاري المرادي العظيم وهانىء * وزحر بن قيس ما كرهت نهاري

(١) وقعة صفين: بالسابقات.
(٢) عن وقعة صفين ص ٤٦٦ وبالأصل: الإصبع بن ضراب.
(٣) الأبيات في وقعة صفين ص ٤٦٧.
(٤) في وقعة صفين: فيا ليل طبق إن في الليل راحة.
(٥) وقعة صفين:... إن للموت غاية.
(٦) كذا بالأصل والوزن غير مستقيم، والمصراع في وقعة صفين:
أبى الله أن أخشى والأشتر جاري
(١١٥)
مفاتيح البحث: الشام (1)، القتل (4)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست