كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ١٢٠
قال: وتقدم عتبة (1) بن هاشم المقتول فرفع الراية وجعل يقول (2):
يا هاشم بن عتبة بن مالك * أعزز بشيخ من قريش هالك تخبطه الخيلان (3) بالسنابك * في أسود من نقعهن حالك أبشر بحور العين في الأرائك * والروح والريحان عند ذلك قال: ثم حمل فقاتل حتى قتل - رحمه الله -.
قال: وتقدم أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني وهو يقول (4):
يا هاشم الخير دخلت الجنة * قاتلت في الله عدو السنة وتارك الحق وأهل الظنه * أعظم ما نلت به من منه صيرني الدهر كأني شنه * يا ليت أهلي قد علوني رنه (5) من ابنة وزوجة وكنه (6) قال: ثم حمل وقاتل قتالا شديدا وجرح جراحة منكرة فرجع القهقرى إلى ورائه. وتقدم عبد الله بن بديل (7) بن ورقاء الخزاعي كالليث المغضب، فجعل يحمل على ميمنة معاوية مرة وعلى ميسرته مرة أخرى، وليس يظهر له أحد إلا قتله وهو يقول (8):
أضربكم (9) ولا أرى معاوية * الابرج (10) العين العظيم الحاوية

(١) كذا بالأصل، وفي مروج الذهب ٢ / ٤٢٥ " تناول ابن المرقال اللواء حين قتل أبوه وكر في العجاج وهو يقول: " وفي الاخبار الطوال ص ١٨٤ " دفع الراية إلى ابنه عبد الله بن هاشم بن عتبة " وانظر وقعة صفين ص ٣٥٦ وفيه أن عبد الله بن هاشم أخذ الراية. وذكر الارجاز ص ٣٤٨ ونسبها إلى ابن هاشم ولم يسميه. نقول: وليس في ولد هاشم من اسمه عتبة.
(٢) الارجاز في مروج الذهب ٢ / ٤٢٥ ووقعة ووقعة صفين ص ٣٥٦.
(٣) مروج صفين ص ٣٥٩.
(٤) وقعة صفين ص ٣٥٩.
(٥) الرنة: صيحة النياحة.
(٦) في وقعة صفين: من حوبة وعمة وكنه.
(٧) بالأصل: يزيد خطأ، وقد مر تكرارا.
(٨) الشطران الأول والثاني في الطبري ٦ / ٢٣ ومروج الذهب ٢ / ٤٢٨ ونسبت إلى علي (رض). وذكرت الارجاز في كتاب صفين ص ٤٠٤ ونسبت إلى علي (رض). وفي ص ٣٩٩ ونسبت إلى الأشتر.
وقال المسعودي: وقيل إن هذا الشعر لبديل بن ورقاء قاله في ذلك اليوم.
(٩) الطبري ووقعة صفين ص ٤٠٤: أضربهم.
(١٠) الطبري: " الجاحظ " ووقعة صفين: " الاخزر ".
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست