على عاتق من تقع مسؤولية هذه المظالم وقد ثبتت كما مرت بأسانيدها واعترف بها السيد والمسود. إني الآن بعدما ذكرت الأسانيد كاملة حول قضية وقعت بعد وفاة خاتم الأنبياء على جماعات من المسلمين فيهم من صحابة رسول الله الذين ائتمنهم على صدقات قومهم وفي مقدمتهم مالك بن نويرة وهو من اشراف الجاهلية ومن أشراف الاسلام ثبت أنه وقومه كانوا مسلمين: أذنوا وصلوا واعترفوا أنهم مسلمون ولم يظهر منهم خلاف سوى تأخير في أداة الزكاة، وما كان ذلك إلا وهو باعتبارهم من المسلمين الذين حضروا محضر رسول الله وعرفوا كباقي المسلمين وصايا رسول الله وسننه التي كان يكررها في علي وعترته وأخص منها يوم غدير خم ذلك المشهد الكبير الذي حضره بصورة متوسطة نحو من مائة وخمسين ألفا جعلهم جميعا شهودا على ذلك، وطلب من الحاضر أن يخبر الغائب بولاية علي وإمامته وخلافته من بعده، وقد ثبت كل ذلك بالتواتر الذي لا يمكن انكاره. هؤلاء القوم وغيرهم حق لهم وهم بصفتهم مسلمين ومؤمنين وعلى رأسهم الصحابي الأمين مالك بن نويرة وهو يعلم ما أمر الله به يوم غدير خم في آية التبليغ وآية الاكمال بنصب علي خليفة بعد رسول الله الكريم، ورأى بأم عينيه تهنئة الرجال والنساء المهاجرين والأنصار، البعيد منهم والقريب لعلي بالولاية، وعرفوا ممن هنأه أبا بكر وعمر، وهم يعلمون أن عليا كان له المقام الأول دائما في زمن رسول الله حتى إذا غاب رسول الله فإنما يكون بعده علي، ولا بد أنه سمع كما
(٤٤٨)