رضوان الله عليه، فقال: يا علي أخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك، فخرج علي حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال حتى أنه ليدي لهم ميلغة الكلب (الميلغة خشبة تحفر ليلغ فيها الكلب) وإذ لم يبق شئ من دم ولا مال إلا وداه وبقيت معه بقية من المال، قال لهم علي رضوان الله عليه حين فرغ منهم: هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يؤد لكم؟ قالوا: " لا ". قال: فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله مما لا يعلم ولا تعلمون، ففعل ثم رجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره الخبر. فقال: أصبت وأحسنت. قال: ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستقبل القبلة فاتحا شاهرا يديه حتى أنه ليرى ما تحت منكبيه يقول:
" اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ". قالها ثلاث مرات. ودفاعا عن خالد وضعوا له ما يلي:
ومما ذكر عن مالك وبني يربوع وفعل خالد فيهم انه كان مع خالد عبد الله بن عمر وأبو قتادة وكانا شهدا أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا، فلما اختلفوا فيهم أمر بهم خالد فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شئ وجعلت تزداد بردا فامر خالد مناديا فنادى: أدفئوا أسراكم. وكانت في لغة كنانة: القتل، فظن القوم انه أراد القتل ولم يرد إلا الدف ء فقتلوهم، فقتل ضرار بن الأزور مالكا وسمع خالد الداعية فخرج وقد فرغوا منهم فقال: إذا أراد الله أمرا أصابه، وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك، فقال أبو قتادة " هذا عملك "؟ فزبره خالد فغضب ومضى، وفي تاريخ أبي الفداء، كان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين فكلما خالدا في أمره فكره كلامهما. فقال مالك: يا خالد! ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا. فقال خالد: " لا أقالني الله إن أقلتك، ويتقدم إلى ضرار بن الأزور بضرب عنقه ".