الليلة بزوجته قسرا بعلم من عبد الله بن عمر وأبي قتادة اللذين منعاه ونهرهما، ولا يكتفي بقتل مالك بعد مكره إياه. بل يقتل رجاله بغيا وهم جميعا مسلمون، ويسلب أموالهم ويسبي نساءهم وذراريهم، وجميع هذا ثبت عليه عند الخليفة الثاني عمر ثبوتا تاما، كما اعترف هو نفسه عندما قال له عمر بذلك فلم ينكر ولم يدافع عن نفسه، كما ثبت ذلك عند أبي بكر بشهادة عمر وأبي قتادة وعبد الله بن عمر وغيرهم حتى أمر برد السبايا ودفع الدية، وقد عرف أن خالد بن الوليد عمل ذلك غدرا فقتل مالكا والمسلمين من أصحابه وثبت أنه زنى فأمره بطلاق زوجة مالك، وثبت أنه سبى النساء والأطفال ظلما ولهذا أعادهم، وثبت لهم أن الرجال المقتولين كانوا مؤمنين ومسلمين فدفع ديتهم. كل هذا ثبت له على خالد وقبل ذلك كان يعلم أن خالدا غدر في زمن رسول الله، وأن رسول الله تبرأ إلى الله من عمله، على أن ذلك العمل الذي عمله خالد كان مع غير مسلمين وكيف أن رسول الله غضب عليه ونهره ودفع الدية عن جميع المقتولين بيد علي (عليه السلام) كما مر، فكيف وكل ذلك بعلم أبي بكر! والدليل على أن أبا بكر يعلم تمام العلم بأعمال خالد وتعدياته عمدا بالقتل والزنى ما ذكرناه عن الكتاب المار الذكر بأسانيده الذي أرسله أبو بكر إلى خالد وأثبت فيه أنه قتل ألفا ومئتي مسلم وعمل ما عمل ورغم كل ذلك لم يظهر له أدنى تأثر وامتعاض، بل أعطاه وساما ولقبا ظل يتابع خالدا بقوله سيف الله فإذا كان أبو بكر يرسل خالدا متعمدا ليفعل ذلك دون رحمة ولا شفقة على شرط أن يعمل ذلك مع مخالفيه من موالي علي وعترته وأنصاره، ولم يجزع إلا عندما تجاوز ذلك إلى شيعته هو فرد عليه بتلك الرسالة واعترف بعلمه ودرايته بجرائمه بقوله: " يا ابن أم خالد! إنك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومئتي رجل من المسلمين لم يجف بعد " كتبه إليه لما قال خالد لمجاعة " زوجني ابنتك. فقال له مجاعة: مهلا إنك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك. قال: أيها الرجل! زوجني فزوجه فبلغ ذلك أبا بكر فكتب إليه الكتاب فلما نظر خالد في الكتاب جعل يقول: هذا
(٤٥٠)