عمل الأعيسر يعني عمر بن الخطاب ". أخرجه الطبري في تاريخه 3 ص 254، كما جاء في تاريخ الخميس 3 - 343، ولم يكن خالد وحده الذي كان يقوم بهذه المنكرات فإذا راجعنا تاريخ ابن عساكر 7 ص 31، وخزانة الأدب 2 ص 8، والإصابة 2 ص 9 نرى أن ضرار بن الأزور زميل خالد بن الوليد ومن على شاكلته وشريكه في الجرائم يشن الغارة بأمر أبي بكر على حي من بني أسد فيأخذ امرأة جميلة فيطؤها بهبة من أصحابه ثم يذكر ذلك لخالد فيقول له " قد طيبتها لك ".
فنحن الآن امام مجموعة من الجرائم ابتداء بعلم وأمر من الخليفة الأول أبي بكر إلى عماله هي كما مر بهتان وقتل وغارة وسلب وسبي وزنا ضد مسلمين وصحابيين مع سبق الاصرار والعمد من الخليفة أبي بكر بشهادة عمر بن الخطاب وقوله في أبي بكر عندما يمتنع عن إقامة الحد على الفاعلين: " إن أبا بكر لج فيه شيطانه " وقد مر ذلك بأسانيده. ويزيد أبو بكر بأن يعطي خالدا وسام الفخر ويلقبه بسيف الله وهو يعلم أنه قتل 1200 مسلم عمدا كما مر ذكره.
خالد بن الوليد يتعمد قتل مالك وصحبه للوقيعة به ظلما والنزو على زوجته بنفس الليلة، جرمان كل منهما يستحق فيه الحد ثم القتل في الدنيا، وفي الآخرة عذاب الخلد.
ونحن إذا تصفحنا التاريخ وسير الأمراء والملوك والفاتحين نراهم على قسمين: منهم من انتصروا في حياتهم ودام الانتصار لخلفائهم وخلفاء خلفائهم لزمان بعيد لم يجسر المؤرخون على ذكر جرائمهم إلا ما ندر وبصورة مصغرة، وأغلبها اندثرت مع الزمن أو جاءت مشوهة مقرونة بأعذار ومصحوبة بما يصبغ أعمالهم المنكرة بصبغة من القدسية والإجلال، وكل أمر مخالف يخلقون له عللا تبرئ ساحتهم من سيئاتهم، وبالعكس صبغتها بصبغة محقة لهم ومنكرة على خصومهم، هذا في قبائح أعمالهم، وأما في محاسنها فتبالغ في تمجيدها حتى