هي من أبرز العدالات التي يجب ان تجلب انتباه العاقل والمتعظ والمؤمن المخلص، وقد قيل " اعرف نفسك تعرف ربك ".
1 - فالعدالة واضحة في تقسيم الطعام والغذاء على الأجهزة والحجيرات والخلايا من أعلاها إلى أدناها على قدر ما هو موجود في البدن وبقدر الاحتياج دون ذخيرة خاصة لجهاز دون جهاز وحجيرة دون حجيرة.
2 - العدالة واضحة في توزيع الاعمال الاختصاصية في كل جهاز ولكل حجيرة، فليس للقلب ان يعمل عمل الكبد، ولا الطحال عمل الكلية، ولا المعدة عمل الرئتين، ولا واحدة منها عمل المخ أو المخيخ ولكل منها حجيراتها فلا ترى قيام حجيرات المخ مقام حجيرات القلب، وحجيرات القلب مقام حجيرات الكبد، ولا حجيرات الكبد بمحل حجيرات الأمعاء، والعكس بالعكس، وإذا أراد طبيب ترميم قسم من البدن فلا بد له ان يرمم ذلك بما يساويه من تلك الحجيرات، وإذا أخطأ ورمم حجيرات المخ، بحجيرات أي جهاز آخر غير المخ، أو رمم حجيرات الكلية بحجيرات الطحال، فمعناه القضاء المبرم لا على الجهاز فحسب، بل على البدن كله. اذن لا يجوز في البدن الانساني وضع الشئ في غير موضعه أو ترميم مركز بمركز مخالف أبدا، إذ لكل ميزته. وإذا عمل ذلك بقدر ما كان التغيير قريبا أو بعيدا، ففساد وخراب، وذلك نفسه يجري في تشكيل المجتمع البشري. وما ترى