فيهم أخص بعضهم انه مات وهو غير راض وأراد منهم طلحة وطعنه بما كان عثمان شريكا معه ولم يذكر عثمان بذلك لان عثمان هو الذي كتب العهد له وادخل اسمه، وأبو بكر مغمى عليه بينما كان طلحة يخالف أبا بكر في تعيين عمر، وقال طلحة لأبي بكر علمت مواقفه ولم يكن خليفة، فكيف إذا كان خليفة؟ وعثمان كان كاتب أبي بكر، ولما أراد أن يكتب عهده غشي على أبي بكر فكتب عثمان من نفسه استخلافه لعمر، فلما أفاق أبو بكر أمضاه فشكر ذلك له عمر ولذا دبر له رجوع الخلافة إليه والدليل على ذلك، ما رواه السدي في تفسيره للآية: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلك كان عند الله عظيما) وطلحة ابن عم أبي بكر. وأراد عمر بالآية طلحة.
فانظر إلى هذه الفتنة الكبرى بعد أن خاطب عمر وأبو بكر عليا يوم غدير خم بالولاية وقالا له: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب لقد أصبحت ولي كل مؤمن ومؤمنة وهما يعلمان بمكان ومقام علي من رسول الله ويعلمان كل شئ رواه رسول الله فيه. فهو أخو رسول الله ووزيره ووصيه وهو أبو عترته وأول الثقل الأصغر الواجب اتباعهم وهما قد سمعا الآيات القرآنية الواردة في علي وآله في يوم الدار ويوم نام على فراش رسول الله وانه في كل حرب لو لم يكن علي لما ربح المسلمون الحرب، والآيات النازلة فيه في كل حرب من بدر وأحد وخندق وخيبر وغيرها وكيف أوصى رسول الله بعلي وأبان مقامه في كل مرة وهما يعلمان ان كل تلك الوصايا وذلك المقام انما هو من الله إذ لا ينطق رسول الله إلا بأمر الله ولا يجري إلا ما يوحى له وكيف لا يعلمان ذلك وهما أي أبو بكر وعمر كانا مع رسول الله وأبوا أزواجه فهما يعرفان ما في مجلسه في الخارج وما بين أزواجه في الداخل ويعلمان ان من خالف رسول الله انما خالف الله ويدريان آية المودة (قل لا أسألكم عليه من اجر إلا المودة في القربى) ومن هم القربى فقد ثبت بالتواتر انهم علي وفاطمة والحسن والحسين وإذا بهما يريدان قتل علي بعد أخذ مقام الخلافة