من الأمور الواضحة التي لا مراء فيها ان ابا بكر وصاحبه عمر لم تظهر لهما مع رسول الله في أي غزوة من غزواته شجاعة تميز أيا منهما وتظهره بالمظهر الذي يمكن ان يبرز كمحنك شجاع ومدبر في الحرب، ولم يبديا آراء حكيمة تسجل لهما ما يجعلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مصاف المبرزين في الرأي، بل لهما ميزة واحدة هي انهما أبوا زوجتي رسول الله. كما لم يكن لهما سابقة كغيرهما من رجال الجاهلية المبرزين في عهد الجاهلية، والدليل الذي نستشهد به هو الحروب التي بدأت ببدر فكان مجموع الذين قتلوا كما جاء في العقد الفريد لابن عبد ربه في المحاورة والمناظرة لعلي الكاس المعلى، وانه وحده قتل من صناديد قريش أكثر من الثلث، ويوم حنين هم سبعة من بني هاشم بقوا مع رسول الله: علي يذب عنه المهاجمين، والعباس لازم بزمام فرسه، وخمسة آخرون يحيطون به للدفاع عنه. واما أبو بكر وغيره ففي عداد الهاربين، ويوم الخندق كان الفتح بقتل عمرو بن عبد ود بيد علي، وكلما سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المهاجرين والأنصار هل من يبارز الرجل رجعوا حتى قام علي (عليه السلام) ومضى وقتل عدو الله. ولا ننسى يوم خيبر حيث اخذ أبو بكر الراية في اليوم الأول فعاد منهزما وأخذها عمر في الثاني وعاد منهزما وذلك امام اليهود، ولم يفتح على يديه وينتصر إلا من قال فيه رسول الله:
(والله لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه) وماذا عنى رسول الله بقوله: كرارا غير فرار، ويحبه