والحميدي في الجمع بين الصحيحين، والامام احمد (ص 222) من أول المسند، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 563، والكرماني في شرح صحيح البخاري، والنووي في شرح صحيح مسلم، وابن حجر في الصواعق، والقاضي أمير علي، والقاضي روزبهاني، والقاضي عياض، والامام الغزالي، وقطب الدين الشافعي، والشهرستاني، وابن الأثير، وأبو نعيم، وسبط ابن الجوزي، نقلوا أن النبي بعد حجة الوداع مرض وعاده الصحابة فطلب قائلا " ائتوني بدواة وبياض لأكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي " كما ورد نفس المعنى بألفاظ مختلفة فقال عمر: دعوا الرجل فإنه ليهجر! حسبنا كتاب الله!! فثار النزاع بين الصحابة، فمنهم من أسند عمر ومنهم من ناقضه، وأراد إجراء طلب رسول الله فقال (لعمر): " قوموا عني فلا ينبغي عندي التنازع " وهكذا يقوم عمر في أحرج ساعات رسول الله بمعارضته بل معارضة ألله وهو يدري كما صرح فيما بعد لابن عباس: انما أراد رسول الله ان يعهد الخلافة لعلي وانا ناقضته. ويظهر من معارضة البعض لعمر انهم كانوا على قرار وتدبير سابق لمثل هذا المخالفة ولم يكن ليخفى على رسول الله ذلك. وقد قال عمر فيما بعد إني منعته واستدل، وان الله قدر ما أردت فانظر إلى هذا المنطق وتناسى الآية: (انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا).
وغربت عنه آيات الله، ان رسول الله (وما ينطق عن الهوى * ان هو إلا وحي يوحى) والآية: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وهل كان هو أدرى من الله ورسوله؟! وكيف جاز له ان يصم رسول الله بالهجر في مرض موته وهو يتكلم منهم ولا يصم أبا بكر حينما أراد أن يكتب العهد وأغمي عليه وبقوله الله فضل إرادة عمر على إرادة رسول الله...!!! (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) (1) (إن الذين يؤذون الله