منه ويريدان إحراق بيت فاطمة وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين وجمع من الصحابة ويسلبان منهم فدكا التي منحها رسول الله لهم والآية صريحة ان الأبناء يرثون الآباء ولم تنقض الآية فينقضها أبو بكر برواية منه مختلقة، وهل تنفي الرواية الآية. وهل يجوز ان يكون الخصم هو الحاكم وهو المنفذ وهل تجوز البينة على المدعي عليه.
ومما لا شك فيه أن أبا بكر وعمر كانا تحت امارة أسامة بن زيد بن حارثة كباقي الجنود المحاربة وعلي وحده الذي يرعى رسول الله، وقد شهد عمر بوصاية وعهد رسول الله لعلي يوم طلب القلم والقرطاس، وشهد انه منع ذلك، ويشهد أبو بكر ويظهر ندمه لأنه أسخط فاطمة.
أيها القارئ الكريم! ماذا تستنبط من هؤلاء وأنت تعرف الآن ان السياسة كما مر وذكرناها، والدين كما مر وذكرناه؟ ألا تشهد انهم رجال سياسة لا دين (فيا للدين المضاع) نعم هما السبب في ايجاد ما اعوج وتفرق وتشتت وضعف من الدين، وما وجدته من توسعة رقعة الاسلام وفتوحاته فهو بسبب القوة القاهرة التي بدأ بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لإدارة الآلة فسحقت ما سحقت حتى إذا اصطدمت بالحواجز والعوائق توقفت عاجزة منهوكة. وهل يحق للتتر والصليبيين التبجح بالفتوحات.