فقال معاشر سغبوا وجاعوا * لقد عدموا الغني من غير فقر وأقبل نحونا يهوي سريعا * وقال لنا لقد جئتم لأمر وفي أيماننا بيض حداد * مجرية بها الكفار نفري فعانقه ابن مسلمة المرادي * به الكفان كالليث الهزبز وشد بسيفه صلتا عليه * فقطره أبو عبس بن جبر وصلت وصاحباني فكان لما * قتلناه الخبيث كذبح عتر (1) ومر برأسه نفر كرام * هم ناهوك من صدق وبر وكان الله سادسا فأبنا * بأفضل نعمة وأعز نصر (2) قال فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليلة التي قتل فيها ابن الأشرف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه، [فخافت اليهود] فلم يطلع عظيم من عظمائهم، ولم ينطقوا، وخافوا أن يبيتوا كما بيت ابن الأشرف، وكان ابن سنينة من يهود بني حارثة، وكان حليفا لحويصة بن مسعود، قد أسلم بعد. [فعدا محيصة علي ابن سنية فقتله].
فجعل حويصة يضرب محيصة وكان أسن منه، يقول: أي عدو الله أقتله؟ والله لرب شحم في بطنك من ماله، فقال محيصة: والله لو أمرني بقتلك الذي أمرني بقتله لقتلك، قال والله لو أمرك محمد أن تقتلني لقتلتني؟
قال: نعم قال حويصة إن دينا يبلغ هذا لدين معجب فأسلم حويصة يومئذ، فقال محيصة:
يلوم ابن أمي لو أمرت بقتله * لطبقت ذفراه بأبيض فاضب حسام كلون الملح أخلص صقله * متى ما تضرب به فليس بكاذب ما سرني أني قتلت طائعا * وما أن لي ما بين بصري ومأرب ففزعت يهود ومن معها من المشركين، فجاؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبحوا، فقالوا: قد طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من ساداتنا قتل غيلة من غير جرم ولا حدث علمناه، فقال صلى الله عليه وسلم: لو قر كما قر غيره من هو على مثل