وأما افتراس الأسد عتيبة بن أبي لهب بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل أن يسلط عليه كلبا من كلابه فخرج الحارث بن أبي أسامة من حديث الأسود بن شيبان قال أبو نوفل، عن أبيه قال: كان عتيبة بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبك، قال: فخرج يريد الشام في قافلة مع أصحابه، قال:
فنزلوا منزلا، فقال: والله إني لأخاف دعوة محمد، فقالوا له: كلا، قال:
فحطوا المتاع حوله، وقعدوا يحرسونه، فجاء السبع فانتزعه، فذهب به.
وقال سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن هبار بن الأسود، قال: كان أبو لهب وابنه عتيبة قد تجهزا إلى الشام، وتجهزت معه، فقال ابنه عتيبة: لانطلقن إليه، ولأوذينه في ربه، فانطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد هو يكفر بالذي (دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك، ثم انصرف عنه، فرجع إليه، فقال: أي بني! ما قلت له؟ قال:
كفرت بإلهه الذي يعبد، قال: فماذا قال لك؟ قال: قال: اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك، قال: أي بني! والله ما آمن عليك دعوة محمد، قال: فسرنا حتى نزلنا الشراة - وهي مأسدة - فنزلنا إلى صومعة راهب فقال: يا معشر العرب! ما أنزلكم هذه البلاد وإنها مسرح الضيغم؟ فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم سني وحقي؟ قلنا: أجل، فقال: إن محمدا قد دعا على ابني دعوة، والله لا آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، ثم افترشوا لابني عتيبة عليه، ثم افترشوا حوله.
قال: ففعلنا، جمعنا المتاع حتى أرتفع، ثم فرشنا له عليه، وفرشنا حوله فبتنا نحن حوله، وأبو لهب معنا أسفل، وبات هو فوق المتاع، فجاء الأسد، فشم وجوهنا، فلما لم يجد ما يريد، تقبض ثم وثب، فإذا هو فوق المتاع، فشم وجهه، ثم هزمه هزمة فنضخ رأسه، فقال: سبعي يا كلب لم