وأما تفقه عبد الله بن عباس (1) رضي الله تبارك وتعالى عنهما بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك له
(1) هو عبد الله بن عباس البحر، حبر الأمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، وأبو العباس عبد الله، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، العباس بن عبد المطلب، شيبة بني هاشم، واسمه عمرو بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير رضي الله تبارك وتعالى عنه. مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين. وصحب النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ثلاثين شهرا، وحدث عنه بجملة صالحة، وعن عمر وعلي، ومعاذ، ووالده، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي سفيان صخر بن حرب، وأبي ذر، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وخلق. وقرأ على أبي بن كعب، وزيد. وقرأ عليه مجاهد، وسعيد بن جبير، وطائفة.
روى عنه ابنه علي، وابن أخيه عبد الله بن معبد، ومواليه: عكرمة، ومقسم، وكريب، وأنس بن مالك، وطاووس، وخلق سواهم، وكان وسيما جميلا، مديد، القامة مهيبا كامل العقل، ذكي النفس، من رجال الكمال. انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صح عنه أنه قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين: أنا من الولدان وأمي من النساء. عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسي، ودعا لي بالحكمة. وقال الزبير بن كار: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلمولابن عباس ثلاث عشرة سنة. قال أبو سعيد بن يونس:
غزا ابن عباس إفريقية مع ابن أبي سرح، وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفسا. عن سعيد بن جبير، عن عبد الله قال: بت في بيت خالتي ميمونة، فوضعت للنبي صلى الله عليه وسلم غسلا، فقال:
ما رأيت أحدا قط مثل ابن عباس لقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة. قال أبو عبيدة في تسمية أمراء على يوم صفين: فكان على الميسرة ابن عباس، ثم رد بعد إلى ولاية البصرة. ومسنده ألف وست مئة وستون حديثا، وله من ذلك في (الصحيحين) خمسة وسبعون، وتفرد البخاري له بمائة وعشرين حديثا، وتفرد مسلم بتسعة أحاديث قال علي بن المديني: توفي ابن عباس سنة ثمان أو سبع وستين. (تهذيب سير أعلام النبلاء): 1 / 101 - 102، ترجمة رقم (285).