إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٢ - الصفحة ٣٨١
وأما إخباره صلى الله عليه وسلم بولاية أمر الناس غير أهلها وما يترقب من مقت الله عند ذلك فخرج البخاري (1) في كتاب العلم من حديث محمد بن فليح، عن أبي قال:
حدثني هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة ". قال: ها أنا يا رسول الله قال: " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ". قال: كيف إضاعتها؟ قال: " إذا وسد الأمر غير أهله فانتظر الساعة ".
وذكره أيضا في الرقاق (2) مختصرا. فخرج في باب الأمانة من حديث فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ".
وخرج الترمذي (3) من حديث المستلم بن سعيد، عن رميح الجذامي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتخذ الفئ دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف،

(١) (فتح الباري): ١ / ١٨٨ - ١٨٩، كتاب العلم، باب (٢) من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل، حديث رقم (٥٩).
(٢) (المرجع السابق): ١١ / ٤٠٤، كتاب الرقاق، باب (٣٥) رفع الأمانة، حديث رقم (٦٤٩٦).
(٣) (سنن الترمذي): ٤ / ٤٢٨ - ٤٢٩، كتاب الفتن، باب (38) ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، حديث رقم (2211).
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست