أما إخباره صلى الله عليه وسلم بكثرة أولاد الزنا فخرج الحاكم (1) من طريق ابن وهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهيل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال الأمة على شريعة ما لم تظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم ولد الخبث ويظهر فيهم السقارون قالوا: وما السقارون يا رسول الله؟ قال بشر يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن. قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وخرج الإمام أحمد (2) من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله ابن عثمان عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة عن عبد الله بن أبي رافع، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذ فشا فيهم ولد الزنا فيوشك أن يعمهم الله عز وجل بعقاب.
وقد ظهر ولا قوة إلا بالله مع قلة العلم كثرة أولاد الزنا فإن تيمور لما أخذ بلاد فارس، وعراقي العجم، والعرب، وبلاد الجزيرة، وأرض الروم، والهند، وبلاد الشام، عاشت رجاله في نساء هذه الممالك وسبوهن فلم تكد ينج منهم إلا القليل الأقل من النساء فمعظم من في تلك البلاد إنما هم أولاد تلك النساء اللاتي زنى بهن التيمورية وقد قدم إلى مصر والحجاز واليمن من هؤلاء عالم كبير ما بين من تسمى بفقيه، ومظهر زي التصوف وتاجر واختلطوا بالناس، ونكحوا من نسائهم، فدلت أخلاقهم وطرائقهم في دينهم ودنياهم على خبث أصولهم ولله الأمر من قبل ومن بعد، وقد قالت أم سليم: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث. فسره أهل العلم بأولاد الزنا فيالها بطشة من الله بعباده وأشنعها. توفاني الله قبلها.