وأما استجابة دعاء سعد بن أبي وقاص (1) بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له أن تستجاب دعوته فخرج الترمذي (2) من حديث جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، عن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم استجب لسعد
(١) هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، الأمير أبو إسحاق القرشي، الزهري المكي، أحد العشرة، وأحد السابقين الأولين، وأحد من شهد بدرا والحديبية، وأحد الستة أهل الشورى. روى جملة صالحة من الحديث، وله في (الصحيحين) خمسة عشر حديثا، وانفرد له البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بثمانية عشر حديثا. عن سعيد بن المسيب، سمعت سعدا يقول: ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبع ليال وإني ثلث الإسلام. عن قيس قال سعد بن مالك: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد قبلي. وإني لأول المسلمين رمى المشركين بسهم. ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة مالنا طعام إلا ورق السمر، وحتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد خبت إذن وضل سعيي. قال ابن المسيب: كان جيد الرمي، سمعته يقول: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد. عن أبي عثمان أن سعدا قال:
نزلت هذه الآية في (وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمها) [العنكبوت: ٨]، قال: كنت برا بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد! ما هذا الدين الذي قد أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي، فيقال: يا قاتل أمه، قلت: لا تفعلي يا أمه، وإني لا ادع ديني لهذا الشئ، فمكثت يوما وليلة لا تأكل ولا تشرب وليلة، وأصبحت وقد جهدت، فلما رأيت ذلك، قلت: يا أمه! تعلمين والله لو كان لك مئة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما تركت ديني، وإن شئت فكلي أو لا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت. ومن مناقبه رضي الله تبارك وتعالى عنه أن فتح العراق كان على يديه، وكان هو مقدم الجيوش يوم وقعة القادسية، ونصر الله دينه، ونزل سعد بالمدائن، ثم كان أمير الناس يوم جلولاء، فكان النصر على يده، واستأصل الله تعالى الأكاسرة. كان رضي الله تبارك وتعالى عنه آخر المهاجرين وفاة، قال المدائني: توفي سنة خمس وخمسين رضي الله تبارك وتعالى عنه. (تهذيب سير أعلام النبلاء): ١ / ١٥ - ١٦، ترجمة رقم (٥).
(٢) (سنن الترمذي): ٥ / ٦٠٧، كتاب المناقب، باب (27) مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله تبارك وتعالى عنه. حديث رقم (3751).