قريش وفتيانهم، قتل بصفين مع معاوية، وله أخبار، وهو الذي قتل الهرمزان وجفينة (1) لما مات عمر رضي الله عنه.
وعاصم بن عمر أبو عمر (2)، أمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح قيس
(١) أخرج الذهلي في (الزهريات)، من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن عبد الرحمن ابن أبي بكر قال - حين قتل عمر -: إني انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبو لؤلؤة، فنفروا مني، فسقط من بينهم خنجر له رأسان، نصابه في وسطه، فانظروا بما قتل، فنظروا، فإذا الخنجر على النعت الذي نعت عبد الرحمن.
فخرج عبيد ليلا مشتملا على السيف، حتى أتى الهرمزان، فقال: اصحبني ننظر إلى فرس - وكان الهرمزان بصيرا بالخيل - فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد الله بالسيف، فلما وجد حر السيف قال:
لا إله إلا الله، ثم أتى جفينة - وكان نصرانيا - فقتله، ثم أتى بنت أبي لؤلؤة - جارية صغيرة - فقتلها، وقال: لا أدع أعجميا إلا قتلته، فأراد علي قتله بمن قتل، فهرب إلى معاوية، وشهد معه صفين، فقتل.
(المعارف): ١٨٧، (الإصابة): ٥ / ٥٤.
(٢) قال ابن البرقي: ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرو عنه شيئا، وقال أبو أحمد العسكري: ولد في السادسة. وقال أبو عمر: ماتالنبي صلى الله عليه وسلم، وله سنتان.
وذكر الزبير بن بكار أن عمر زوجه في حياته، وأنفق عليه شهرا، وقال حسبك! وذكر قصة. قال الزبير: كان من أحسن الناس خلقا، وكان عبد الله بن عمر يقول: أنا وأخي عاصم لا نغتاب الناس.
وقالوا: كان طوالا جسيما، حتى إن ذراعه تزيد نحو شبر، وكان يقول الشعر، وهو جد عمر بن عبد العزيز لأمه، وكان عمر طلق أمه فتزوجها يزيد بن جارية، فولدت له عبد الرحمن، فهو أخو عاصم لأمه.
وركب عمر إلى قباء فوجده يلعب مع الصبيان، فحمله بين يديه، فركبت جدته لأمه، الشموس بنت أبي عامر إلى أبي بكر فنازعته، فقال له أبو بكر: خل بينها وبينه، ففعل.
وذكره مالك في (الموطأ)، وذكر البخاري في (التاريخ) من طريق عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر، أنه كان له يومئذ. ثمان سنين. وعند أبي عمر: أنه كان حينئذ ابن أربع.
وقال السري بن يحيى، عن ابن سيرين، عن رجل حدثه، قال: ما رأيت أحدا من الناس إلا ولا بد أن يتكلم ببعض ما لا يريد، إلا عاصم بن عمر.
قال ابن حبان: مات بالربذة، وأرخه الواقدي ومن تبعه سنة سبعين، وقال مطين: سنة ثلاث وسبعين. (الإصابة): ٥ / ٣ - ٤، ترجمة رقم (٦١٥٨)، (طبقات ابن سعد): ٤ / ٣٧٢، ٥ / ٥٠، ٨٤، ٨ / ٨٦، (الإستيعاب): ٢ / ٧٨٢، ترجمة رقم (١٣١١)، (المعارف): 187، (صفة الصفوة): 1 / 142.