وخرج مسلم من حديث عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحوه غير أنه قال: فروة بن نعامة الجذامي، وقال: انهزموا ورب الكعبة، انهزموا ورب الكعبة، وزاد في الحديث: حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يركض خلفهم على بغلته (1).
وذكره أيضا من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري قال: أخبرني كثير بن العباس عن أبيه قال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين.. وساق الحديث، غير أن حديث يونس وحديث معمر أكبر منه وأتم (2).
وله من حديث عكرمة بن عماد قال: حدثني إياس بن سلمة قال: حدثني أبي قال: غزونا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حنينا، فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلوا ثنية، فاستقبلني رجل من العدو فأرميته بسهم، فتوارى عني فما دريت ما صنع، ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا مع (3) أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فولى أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وأرجع منهزما وعلي بردتان متزرا بإحداهما، مرتديا بالأخرى، فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعا، ومررت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهزما وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقد رأى ابن الأكوع فزعا، فلما غشوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوههم فقال: شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا من (4) تلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله، وقسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غنائمهم بين المسلمين (5).
وخرج البيهقي من حديث حماد بن سلمة، عن يعلي بن عطاء، عن عبد الله ابن يسار - ويكنى أبا همام - عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنا مع رسول