من البيت، فقال: يا أبا هر! قلت: لبيك يا رسول الله، قال: خذ فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل، فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فأعطيه لآخر فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد روى القوم كلهم.
فأخذ القدح فوضعه على يده، ونظر إلي وتبسم وقال: يا أبا هر! قلت:
لبيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت، قلت: صدقت يا رسول الله! قال:
اقعد فاشرب، فقعدت وشربت فقال: اشرب، فشربت، فقال: اشرب، فشربت، فما زال يقول اشرب، فأشرب، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، قال: فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى، وشرب الفضلة] (1).