إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٥ - الصفحة ١٦٢
رجل، غير أنه بعث معهم، قال فأكلوا منها أجمعون أو كما قال (1).
وخرجه البخاري في كتاب الصلاة في باب السمر مع الأهل والضيف، وقال فيه: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، وإن أربع فخامس أو سادس، وأن أبا بكر رضي الله عنه جاء بثلاثة، وانطلق النبي (صلى الله عليه وسلم) بعشرة، قال: فهو أنا وأبي وأمي، فلا أدري هل قال: وامرأتي وخادم. الحديث، وقال فيه [ثم حملها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأصبحت عنده، وكان بيننا وبين قوم عقد] (2).

(١) (فتح الباري): ٦ / ٧٢٨ - ٧٢٩، كتاب المناقب، باب (٢٥) علامات النبوة في الإسلام، حديث رقم (٨٧)، ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف، حديث رقم (٦١٤٠).
(٢) (فتح الباري): ٢ / ٩٥ - ٩٦، كتاب مواقيت الصلاة، باب (٤١) السمر مع الضيف والأهل، حديث رقم (٦٠٢)، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق مه، (مسلم بشرح النووي): ١٣ / ٢٦١، كتاب الأشربة، باب (٣٢)، إكرام الضيف وفضل إيثاره حديث رقم (٢٠٥٧) قوله:
" غنثر ": هو ذباب أزرق، شبهه به لتحقيره. قوله: " فجدع وسب ": أي دعا عليه بالجدع، وهو قطع الأذن، أو الأنف، أو الشفة. قوله: " يا أخت بني فراس " خاطب أبو بكر بذلك امرأته أم رومان، وبنو فراس - بكسر الفاء وتخفيف الراء وآخره مهملة - ابن غنم بن مالك بن كنانة، وقال النووي: يا من هي من بني فراس، أو المعنى: يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فراس.
وفي هذا الحديث من الفوائد:
* إلتجاء الفقراء إلى المساجد عند الاحتياج إلى المواساة، إذا لم يكن في ذلك إلحاح، ولا إلحاف، ولا تشويش على المصلين.
* وفيه استحباب مواساتهم عند اجتماع هذه الشروط.
* وفيه جواز الغيبة عن الأهل، والولد، والضيف، إذا أعدت لهم الكفاية.
* وفيه تصرف المرأة فيما تقدم للضيف، والإطعام بغير إذن خاص من الرجل.
* وفيه جواز سب الوالد للولد على وجه التأديب، والتمرين على أعمال الخير وتعاطيه.
* وفيه جواز الحلف على ترك المباح.
* وفيه توكيد الرجل الصادق لخبره بالقسم، وجواز الحنث بعد عقد اليمين.
* وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء.
* وفيه عرض الطعام الذي تظهر فيه البركة على الكبار وقبولهم ذلك.
* وفيه العمل بالظن الغالب، لأن أبا بكر ظن أن عبد الرحمن فرط في أمر الأضياف، فبادر إلى سبه، وقوى القرينة عنده اختباؤه منه.
* وفيه ما يقع من لطف الله تعالى بأوليائه. وذلك أن خاطر أبي بكر تشوش، وكذلك ولده وأهله، وأضيافه، بسبب امتناعهم من الأكل وتكدر خاطر أبي بكر من ذلك حتى احتاج إلى ما تقدم ذكره من الحرج بالحلف، وبالحنث، وبغير ذلك.
فتدارك الله ذلك، ورفعه عنه، بالكرامة التي أبداها له، فانقلب ذلك الكدر صفاءا، والنكد سرورا، ولله الحمد والمنة. (فتح الباري): 6 / 745، مختصرا.
وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة): 6 / 103 - 104، باب ما جاء في البركة التي ظهرت في الطعام الذي قدم في دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى أضيافه في زمان النبي (صلى الله عليه وسلم).
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست