وجماعته، وذلك يوم الجمعة الرابع من رمضان، هذا وحضر عنده خلق كثير.
وفي يوم الخميس الرابع والعشرين منه قرئ تقليد قاضي القضاة شرف الدين ابن قاضي الجبل لقضاء الحنابلة، عوضا عن قاضي القضاة جمال الدين المرداوي، عزل هو المالكي معه أيضا، بسبب أمور تقدم نسبتها لهما وقرئ التقليد بمحراب الحنابلة، وحضر عنده الشافعي والحنفي، وكان المالكي معتكفا بالقاعة من المنارة الغربية، فلم يخرج إليهم لأنه معزول أيضا برأي قاضي حماة، وقد وقعت شرور وتخبيط بالصالحية وغيرها.
وفي صبيحة يوم الأربعاء الثلاثين من شهر رمضان خلع على قاضي القضاة سري الدين إسماعيل المالكي، قدم من حماة على قضاء المالكية، عوضا عن قاضي القضاة جمال الدين المسلاتي، عزل عن المنصب، وقرئ تقليده بمقصورة المالكية من الجامع، وحضر عنده القضاة والأعيان.
وفي صبيحة يوم الأربعاء سابع شوال قدم الأمير حيار بن مهنا (1) إلى دمشق سامعا مطيعا، بعد أن جرت بينه وبين الجيوش حروب متطاولة، كل ذل ك ليطأ البساط، فأبى خوفا من المسك والحبس أو القتل، فبعد ذلك كله قدم هذا اليوم قاصدا الديار المصرية ليصطلح مع الأمير الكبير يلبغا، فتلقاه الحجبة والمهمندارية والخلق، وخرج الناس للفرجة، فنزل القصر الأبلق، وقدم معه نائب حماة عمر شاه فنزل معه، وخرج معه ثاني يوم إلى الديار المصرية. وأقرأني القاضي ولي الدين عبد الله وكيل بيت المال كتاب والده قاضي القضاة بهاء الدين بن أبي البقاء قاضي قضاة الشامية بالديار المصرية، أن الأمير الكبير جدد درسا بجامع ابن طولون فيه سبعة مدرسين للحنفية، وجعل لكل فقيه منهم في الشهر أربعين درهما، وأردب قمح، وذكر فيه أن جماعة من غير الحنفية انتقلوا إلى مذهب أبي حنيفة لينزلوا في هذا الدرس.
درس التفسير بالجامع الأموي وفي صبيحة يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شوال سنة سبع وستين وسبعمائة حضر الشيخ العلامة الشيخ عماد الدين بن كثير درس التفسير الذي أنشأه ملك الأمراء نائب السلطنة الأمير سيف الدين منكلي بغا رحمه الله تعالى من أوقاف الجامع الذي جددها في حال نظره عليه أثابه الله، وجعل من الطلبة من سائر المذاهب خمسة عشر طالبا لكل طالب في الشهر عشرة دراهم، وللمعيد عشرون ولكاتب الغيبة عشرون، وللمدرس ثمانون، وتصدق حين دعوته لحضور الدرس، فحضر واجتمع القضاة والأعيان، وأخذ في أول تفسير الفاتحة، وكان يوما مشهودا ولله الحمد