الحسين بن علي، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، طعنه مرة بن منقذ بن النعمان العبدي فقتله، لأنه جعل يقي أباه، وجعل يقصد أباه، فقال علي بن الحسين:
أنا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت (1) الله أولى بالنبي تالله لا يحكم فينا ابن الدعي * كيف ترون اليوم ستري عن أبي (2) فلما طعنه مرة احتوشته الرجال فقطعوه بأسيافهم، فقال الحسين: قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك محارمه؟! فعلى الدنيا بعدك العفاء. قال: وخرجت جارية كأنها الشمس حسنا فقالت: يا أخياه ويا بن أخاه، فإذا هي زينب بنت علي من فاطمة، فأكبت عليه وهو صريع. قال: فجاء الحسين فأخذ بيدها فأدخلها الفسطاط، وأمر به الحسين فحول من هناك إلى بين يديه عند فسطاطه، ثم قتل (3) عبد الله بن مسلم بن عقيل. ثم قتل عون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر، ثم قتل عبد الرحمن وجعفر ابنا عقيل بن أبي طالب، ثم قتل القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
قال أبو مخنف: وحدثني فضيل بن خديج الكندي أن يزيد بن زياد، وكان راميا، وهو أبو الشعثاء الكناني (4) من بني بهدلة. جثى على ركبتيه بين يدي الحسين فرمى بمائة سهم ما سقط منها على الأرض خمسة أسهم، فلما فرغ من الرمي قال: قد تبين لي أني قتلت خمسة نفر:
أنا يزيد وأنا المهاجر * أشجع من ليث قوي حادر (5) برب إني للحسين ناصر * ولابن سعد تارك وهاجر