(يا من أحس بابني اللذين هما * قلبي وسمعي فقلبي اليوم مختطف) (من ذل والهة حيرى مدلهة * على صبيين ذلا إذ غدا السلف) (نبئت بسرا وما صدقت ما زعموا * من إفكهم ومن القول الذي اقترفوا) (أحني علي ودجي ابني مرهفة * من الشفار كذاك الإثم يقترف) وهي أبيات مشهورة فلما سمع أمير المؤمنين بقتلهما جزع جزعا شديدا ودعا علي بسر فقال اللهم اسلبه دينه وعقله فأصابه ذلك وفقد عقله فكان يهذي بالسيف ويطلبه فيؤتي بسيف من خشب ويجعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه ولم يزل كذلك حتى مات.
ولما استقر الأمر لمعاوية دخل عليه عبيد الله بن عباس وعنده بسر فقال لبسر وددت أن الأرض أنبتتني عندك حين قتلت ولدي فقال هاك سيفي فأهوي عبيد الله ليتناوله فأخذه معاوية وقال لبسر أخزاك الله شيخا قد خرفت والله لو تمكن منه لبدأ بي! قال عبيد الله أجل ثم ثنيت به.
(سلمة بكسر اللام بطن من الأنصار).
وقيل إن مسير بسر إلى الحجاز كان سنة اثنتين وأربعين فأقام بالمدينة شهرا يستعرض الناس لا يقال له عن أحد إنه شرك في دم عثمان إلا قتله.
وفيها جرت مهادنة بين علي ومعاوية بعد مكاتبات طويلة علي وضع الحرب بينهما ويكون لعلي العراق ولمعاوية الشام لا يدخل أحدهما بلد الآخر بغارة.