عقاق! أنفست على ابن عمك الامارة؟ فقال: لا والله ولكني كرهت أن أنازع القوم حقهم.
ولما رأت الأوس ما صنع بشير وما تطلب الخزرج من تأمير سعد قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن حضير، وكان نقيبا: والله لئن وليتها الخزرج مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم [معهم] فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر. [فقاموا إليه] فبايعوه فانكسر على سعد والخزرج ما أجمعوا عليه، وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب.
ثم تحول سعد بن عبادة إلى داره فبقى أياما وأرسل إليه [أن أقبل] فبايعه فإن الناس قد بايعوا، فقال: لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي [من نبلي] وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني ولو اجتمع معكم الجن والانس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي، فقال عمر: لا تدعه حتى يبايع، فقال بشير بن سعد: إنه قد لج وأبن ولا يبايعكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته [فاتركوه] ولا يضركم تركه، ط نما هو رجل واحد فتركوه.
وجاءت أسلم فبايعت فقوي أبو بكر بهم وبايع الناس بعد.
قيل: إن عمرو بن حريث قال لسعيد بن زيد: متى بويع أبو بكر؟ قال: يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا أن يبقوا بعض يوم، وليسوا في جماعة.
قال الزهري: بقي علي، وبنو هاشم، والزبير ستة أشهر لم يبايعوا أبا بكر حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها فبايعوه.