المبارزة، فأخرج زهرة إليه أبا نباتة نايل بن جعشم الأعرجي، وكان من شجعان بني تميم وكلاهما وثيق الخلق، فلما رأي شهريار نائلا ألقى الرمح ليعتنقه وألقى أبو نباتة رمحه ليعتنقه أيضا وانتضيا سيفيهما فاجتلدا. ثم اعتنقا فسقطا عن دابتيهما فوقع شهريار عليه كأنه، جمل. فضغطه بفخذه وأخذ الخنجر وأراد حل أزرار درعه فوقعت إصبعه في فن نايل فكسر عظمها ورأى منه فتورا فبادره وجلد به الأرض، ثم قعد على صدره وأخذ خنجره وكشف درعه عن بطنه، وطعن به بطنه وجنبه حتى مات، وأخذ فرسه وسواريه وسلبه، وأنهزم أصحابه فذهبوا في البلاد، وأقام زهرة بكوثى حتى قدم عليه سعد فقدم إليه نائلا وألبسه سلاح شهريار وسواريه وأركبه برذونه وغنمه الجميع، فكان أول أعرجي سور بالعراق، وأقام بها سعد أياما، وزار مجلس إبراهيم الخليل عليه السلام.
وقيل: كانت هذه الوقعات سنة ست عشرة.
(نايل بالنون وبعد الألف ياء تحتها نقطتان وآخره لام).