فلم تأخذ، وجعل نساء أهل بدر في خمسمائة خمسمائة، ونساء من بعدهم إلى الحديبية على أربعمائة أربعمائة، ونساء من بعد ذلك إلى الأيام ثلاثمائة ثلاثمائة، ونساء أهل القادسية مائتين مائتين، ثم سوي بين النساء بعد ذلك وجعل الصبيان سواء على مائة مائة، ثم جمع ستين مسكينا وأطعمهم الخبز فأحصوا ما أكلوا فوجدوه يخرج من جريبتين، ففرض لكل إنسان منهم ولعياله جريبتين في الشهر.
وقال عمر قبل موته: لقد هممت أن أجعل العطاء أربعة آلاف أربعة آلاف ألفا يجعلها الرجل في أهله، وألفا يزودها معه، وألفا يتجهز بها وألفا يترفق بها، فمات قبل أن يفعل.
وقال له قائل عند فرض العطاء: يا أمير المؤمنين لو تركت في بيوت الأموال عدة لكون إن كان فقال: كلمة ألقاها الشيطان علن فيك وقاني الله شرها وهي فتنة لمن بعدي، بل أعد لهم ما أعد الله ورسوله: طاعة الله ورسوله هما عدتنا التي بها أفضينا إلى ما ترون، فإذا كان المال ثمن دين أحدكم هلكتم.
وقال عمر للمسلمين إني كنت امرءا تاجرا يغني الله عيالي بتجارتي وقد شغلتموني بأمركم هذا فما ترون أنه يحل لي في هذا المال؟ وعلى ساكت فقال: ما تقول يا علي؟ فقال: ما أصلحك وعيالك بالمعروف ليس لك غيره فقال القوم: القول ما قال علي فأخذ قوته. واشتدت حاجة عمر فاجتمع نفر من الصحابة منهم عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير فقالوا: لو قلنا لعمر في زيادة نزيده إياها في رزقه. فقال عثمان: هلموا فلنستبرىء، ما عنده