من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي فحمد الله وأثنى عليه تم قال: يا عائشة: إنه قد كان، قد بلغك من قول الناس فإن كنت قارفت سوءا فتوبي إلى الله.
قالت: فوالله لقد تقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا وانتظرت أبواي أن يجيباه؟ فلم يفعلا، فقلت: ألا تجيبانه؟ فقالا: والله ما ندري بما نجيبه! وما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على أبي بكر تلك الأيام. فلما أن استعجما علي بكيت تم قلت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا والله لئن أقررت - والله يعلم أني منه بريئة - لتصدقني ولئن أنكرت لا تصدقونني. تم التمست اسم يعقوب فلم أجده فقلت: ولكني أقول كما قال أبو يوسف: (فصبر جميل والله المستعان علن ما تصفون). ولشأني كان أصغر في نفسي أن ينزل الله في قرانا يتلى ولكني كنت أرجو أن يري رؤيا يكذب الله بها عني.
قالت: فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه حتى جاء الوحي فسجي بثوبه فأما أنا فوالله ما فزعت ولا باليت قد عرفت أني بريئة وأن الله غير ظالمي، وأما أبواي فما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا [من] أن يحقق الله ما قال الناس. قالت: تم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتحدر عنه مثل الجمان فجعل يمسح العرق عن جبينه وتقول: أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك. فقلت: بحمد الله. تم خرج إلى الناس فخطبهم وذكر لهم ما أنزل الله في من القران، تم أمر بمسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش، وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا بواحدهم. وحلف أبو بكر لا ينفق على مسطح أبدا فأنزل الله (ولا يأتل أولو الفضل