(من أخبار ذوات الرأي والظرف منهن) ما حدثنيه الزبير بن بكار قال حدثني سليمان بن عباس السعدي قال كان كثير بن عبد الرحمن يلقى من يحج من قريش في كل سنة بهدية فغفل سنة عنهم حتى أصبح ثم ركب من منزله بكلبه جملا ثقالا واستقبل الشمس يوم صائف فلم يأت قديدا حتى احترق وضجر وجاء وقد راح الناس فقال فتى من قريش وتخلفت ومعي راحلة لي لابرد ثم الحق ثقلي فجاء كثير فجلس إلى جنبي ولم يسلم فجاءت امرأة جميلة وسيمة فاستندت إلى خيمة من خيام قديد ثم قالت أنت كثير بن أبي جمعة قال نعم قالت أنت الذي يقول وكنت إذا صاحبت اجللن مجلسي * واعرض عني هيبة لا تجمها قال نعم قالت أفعلى هذا الوجه هيبة ان كنت كاذبا فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين قال لها من أنت وحد عليها وهي ساكتة فقال لو اعلم من أنت لقطعتك وقطعت قومك هجاء وسأل عنها المواليات بقديد فلم يخبرنه من هي فلما سكن قالت أنت الذي يقول متى تنشروا عني العمامة تبصروا * جميل المحيا أغفلته الدواهن أنت جميل المحيا ان كنت كاذبا فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فضجر وحد وسكتت عنه حتى سكن ثم قالت أنت الذي يقول يروق العيون الناظرات كأنه * هرقلي وزن احمر التبر وازن أهذا الوجه يروق العيون ان كنت كاذبا فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فازداد ضجرا وحد وقال قد اعلم من أنت ولأقطعنك وقومك هجاء وقام فالتفت فإذا هي قد ذهبت فقلت لمولاة من مواليات أهل
(١٤٤)