ما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله عز وجل ان تهتك محارمه ولكني أحببت ان اطلع على رأيك فيزيدني قوة وبصيرة مع قوتي وبصيرتي والله ما تعمدت اتيان منكر ولا عملا بفاحشة ولم أجز في حكم ولم أغدر في أمان ولم يبلغني عن عمالي حيف فرضيت به بل أنكرت ذلك ولم يكن شئ عندي آثر من رضاء ربي اللهم إني لا أقول ذلك تزكية لنفسي ولكن أقوله تعزية لأمي لتسلو عني قالت له والله اني لأرجو ان يكون عزاي فيك حسنا بعد أن تقدمتني أو تقدمتك فإن في نفسي منك حرجا انظر إلى ما يصير امرك ثم قالت اللهم ارحم طول ذاك النجيب والظماء في هواجر المدينة ومكة وبره بأمه اللهم إني قد سلمت فيه لأمرك ورضيت فيه بقضائك فأثبني في عبد الله ثواب الشاكرين فرد عنها وقال يا أمه لا تدعي الدعاء لي قبل قتلي ولا بعده قالت لن ادعه لك فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق فخرج وهو يقول أبي لابن سلمى ان يعير خالدا * ملاقي المنايا أي صرف تميما فلست بمبتاع الحياة بسبة * ولا مرتق من خشية الموت سلما وقال لأصحابه احملوا على بركة الله وليشغل كل رجل منكم رجلا ولا يلهينكم السؤال عني فإني في الرعيل الأول ثم حمل عليهم حتى بلغ بهم الحجون وهو يقول لا عهد لي بغارة مثل السيل * لا ينقضي غبارها حتى الليل فرماه رجل من أهل الشام بحجر على وجهه فارتعش منها فدخل شعبا من تلك الشعاب يستدمي فرأته مولاة له فقالت وا أمير المؤمنيناه قالوا أين هو فأشارت إليه فدخلوا فقتلوه (فأما) أحمد بن الحارث فحدثنا عن
(١٣٦)