المدائني عن مسلمة بن محارب ان ابن الزبير دخل على أمه أسماء وهي عليلة فقال يا أمه كيف تجديك قالت ما أجدني إلا شاكية فقال يا أمه ان الموت لراحة فقالت يا بني لعلك تتمنى موتي فوالله ما أحب ان أموت نأتي على أحد طرفيك فاما ان تظفر بعدوك فتقر عيني وأما ان تقتل فاحتسبك قال فالتفت إلى أخيه عروة وضحك فلما كان في الليلة التي قتل في صبيحتها دخل في السحر عليها فشاورها فقالت يا بني لا تجبنن عن خطة تخاف على نفسك فيها القتل قال إنما أخاف يمثلوا بي قالت يا بني ان الشاة لا تألم السلخ بعد الذبح (أخبرنا) أحمد بن الحارث عن أبي الحسن المدائني قال أوتي هشام بن عبد الملك بجارية تعرض عليه فأعجب بها فسام صاحبها بها فأبعد عليه في السوم فقال له لأعطينك بها أعطية لم أبلغها بجارية قط لك بها عشرة آلاف درهم فأبى وخرج بها قال وتبعتها نفس هشام وجعل لا يطيب بالزيادة نفسا فأتى الأبرش الكلبي مولاها فلم يزل حتى اخذها منه بثلاثين ألفا وأهداها إليه فسر بها ولم يلبث ان جاءه مال من ضياعه فيه فضل فقسمه في أهله وولده وبقيت عشرون ومائة الف فدعا امرأتيه أم حكيم بنت يحيى بن الحكم أبي العاص وعبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية فبدأ بأم حكيم فقال من أحق الناس بهذا المال قالت إن ذاك لغير بخيل زوجتك وبنت عمك قال قد اخذت حقها فابنك وولي عهد المسلمين وسيد فتيان قومك قال قد اخذ حقه فاقبل على عبدة فقال هاتي ما عندك فإنكم يا آل أبي سفيان تدعون فضيلة في الرأي قالت ما أبين ذاك أحقهم به من جاد لك بما بخلت به على نفسك قال صدقت فبعث بالمال
(١٣٧)