الدين الدمشقي ثم المكي مولده في سنة أربع عشرة وستماية وكان قوي المشاركة في العلوم لطيف الشمايل بديع النظم خيرا صالحا صاحب صدق وتوجه، اعتنى من صغره بالعلم خصوصا الحديث وأخذ عن جده والحسين الزبيدي والموفق بن قدامة وغيره وأجاز له جمع منهم عبد الرحيم بن السمعاني والمؤيد الطوسي وأبو روح الهروي وله التآليف الحسنة منها الخلق الداثر والمقيم السائر وفضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وجزء فيه أحاديث عيد الفطر وجزء في فضل شهر رمضان وجزء في فضل حراء، انقطع بمكة المشرفة نحوا من أربعين سنة ومات بالمدينة الشريفة على الحال بها أفضل الصلاة والسلام في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وستمائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا سيدي والدي المرحوم أبو النظر محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي رحم الله تعالى مثواه وبلغه من ثواب أعماله الصالحة مأواه وجمع مشافهة وكتابة عن الامام أبي العباس أحمد بن علي بن يوسف الحنفي ان الحافظ أبا اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب انباه قال قال قرأت على الشيخ أبي محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي وآخرين بالقاهرة المعزية وأبي العباس أحمد بن عبد الله المقدسي عرف بصاحب البدوي ببيت المقدس، وقرأت بعلو درجة على الخطيب أبى بكر بن الحسين الأرموي قلت له أخبرك الخطيب أبو الفتح محمد ابن محمد بن إبراهيم البكري قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن عبد الوهاب الحسيني وأبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى