لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ١٨٨
الكثير وحرر وأتقن وألف وجمع، وقال صاحبنا الحافظ شهاب الدين ابن حجر: اجتمعت به في دمشق وأعجبني سمته (1) انتهى، وكانت وفاته عقيب فتنة التتار من عقوبة حصلت له منهم وحريق بالنار
القبيل، ولا تسل عن مفرداته في المعتقد مما هو آية في التضليل، ومن هنا اشتبه في أمر دينه من اشتبه من حذاق النظار ولم يخف عليهم ما وراء الستار وهو يشف عن ذلك لأولي الابصار وان انطلى امره على مقلدة الرواة من مستضعفي أشياعه البعداء عن النظر في مغزاه وعلى بعض الصالحين من العلماء الوعاة استرسالا في احسان الظن به بالنظر إلى مبادئ حاله من غير فحص عن عاقبة امره ومرماه وطال الاخذ والرد في شأنه بما يستوجب الأناة، وموعد بعض التوسع في ذلك كتابنا (تحذير الخلف عن مخازي أدعياء السلف) وهناك بعض بسط لما ينطوي عليه هذا الرجل وأمثاله بوثائق علمية تاريخية تستجلي الحقيقة لروادها، ولست الان بصدد البحث عن عدائه للمنطق مع تظاهره بالانتساب إلى الفلسفة والنظر وهو يعلم أن المنطق يكشف عن أقواله المتناقضة فلا غرو إذا عاداه والمبطل لابد وان يتناقض فيكون دليل بطلان قوله معه ولا في صدد الكشف عن مجادلته أهل الكتاب ثم هدمه ما بناه بتهوين أمر التحريف اللفظي إلى أن وازن الكتب السابقة بكتب السنة في الاحتواء على أغلاط طفيفة تبين منها نفسها مع أنه هو الذي يدعي في مرة أخرى ان ما في الصحيحين يفيد العلم خلافا لجمهور أهل العلم إلى غير ذلك من تناقضاته فيجب على النبيه ان لا يغتر ببراعته في التمويه. وأقل ما يقال فيه انه ليس في موضع الإمامة والقدوة حتما.
(1) ينقل السخاوي عن ابن حجي انه كان يقول في المنصفي: لم يكن الحنابلة ينصفونه