فغسلته، ورفعت يده ليدخل الماء في مغابنه، فسقط الخاتم من يده حيث رأيت ذلك الخاتم، ورأيت آثارا بجسده ووجهه تدل على أنه مسموم، وحملت جنازته إلى جامع القصر، وخرج معه جمع لم نره لمخلوق قط، وكثر البكاء عليه لما كان يفعله من البر والعدل، ورثته الشعراء (1).
قلت: له كتاب " الافصاح عن معاني الصحاح " شرح فيه " صحيحي " البخاري ومسلم في عشر مجلدات (2)، وألف كتاب " العبادات " على مذهب أحمد، وله أرجوزة في المقصور والممدود، وأخرى في علم الخط، واختصر كتاب " إصلاح المنطق " لابن السكيت (3).
وقيل: إن الحيص بيص دخل على الوزير، فقال الوزير قد نظمت بيتين، فعززهما:
زار الخيال نحيلا مثلا مرسله * فما شفاني منه الضم والقبل ما زارني الطيف (4) إلا كي يوافقني * على الرقاد فينفيه ويرتحل