الأسواق، وكان بين الأسفراييني وبين الواعظ أبي الحسن الغزنوي شنآن، فنودي في بغداد أن لا يذكر أحد مذهبا.
قلت: لما سمع ابن عساكر بوفاة الأسفراييني أملى مجلسا في المعنى، سمعناه بالاتصال، فينبغي للمسلم أن يستعيذ من الفتن، ولا يشغب بذكر غريب المذاهب لا في الأصول ولا في الفروع، فما رأيت الحركة في ذلك تحصل خيرا، بل تثير شرا وعداوة ومقتا للصلحاء والعباد من الفريقين، فتمسك بالسنة، والزم الصمت، ولا تخض فيما لا يعنيك، وما أشكل عليك فرده إلى الله ورسوله، وقف، وقل: الله ورسوله أعلم.
85 - شريح بن محمد * ابن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح بن يوسف بن شريح، الشيخ الامام الأوحد المعمر الخطيب، شيخ المقرئين والمحدثين، أبو الحسن الرعيني الإشبيلي المالكي، خطيب إشبيلية.
ولد في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وأربع مئة.
تلا على والده العلامة أبي عبد الله بكتابه " الكافي " في السبع، وحمل عنه علما كثيرا، وأجاز له مروياته أبو محمد بن حزم الظاهري.
وسمع " صحيح البخاري " من أبي عبد الله بن منظور صاحب أبي ذر الهروي، وسمع من علي بن محمد الباجي، وأبي محمد بن خزرج، وطائفة.