الفقه، وكان ورعا زاهدا، متقيا سديد الاحكام، ولي قضاء القضاة بعد أبي عبد الله الدامغاني مدة إلى أن تغير عليه أمير المؤمنين المقتدي، فمنع الشهود من حضور مجلسه مدة، فكان يقول: ما أنعزل ما لم يتحقق علي فسق، ثم إن المقتدي رضي وخلع عليه (1).
وشهد عنده المشطب الفرغاني (2)، فلم يقبله، لكونه يلبس الحرير، فقال: تردني، والسلطان ووزيره نظام الملك يلبسانه؟! فقال: ولو شهدا، لما قبلتهما (3).
قال ابن النجار: تفقه على القاضي أبي الطيب (4)، وحفظ تعليقه، ولم يأخذ على القضاء رزقا، ولا غير مأكله ولا ملبسه، وكان يسوي بين الناس، فانقلب عليه الكبراء، وكان نزها ورعا على طريقة السلف له كارك (5) يؤجره كل شهر بدينار ونصف، كان يقتات منه، فلما ولي القضاء، جاء إنسان، فدفع فيه أربعة دنانير، فأبى، وقال: لا أغير ساكني، وقد ارتبت بك، هلا كانت الزيادة من قبل القضاء (6)؟!