فإن كان مدركا بالنظر، وصل إليه ولا بد، وإن كان مدركا بالخبر، فما ثبت فيه شئ، وإن كان يدرك بالحال والعرفان، فهذه دعوى محضة، فلعله عنى بإفشائه أن نعمق في القدر، ونبحث فيه.
أخبرنا محمد بن عبد الكريم (1)، أخبرنا أبو الحسن السخاوي، أخبرنا حطلبا بن قمرية الصوفي، أخبرنا سعد بن أحمد الأسفراييني بقراءتي، أخبرنا أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الطوسي قال: اعلم أن الدين شطران: أحدهما ترك المناهي، والآخر فعل الطاعات، وترك المناهي هو الأشد، والطاعات يقدر عليها كل أحد، وترك الشهوات لا يقدر عليها إلا الصديقون، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: " المهاجر من هجر السوء، والمجاهد من جاهد هواه " (2).