لا يعلم ما يؤدى ولا يعقل ما يجمل المعنى إذا حدث من حفظه، فأما إذا حدث من كتابته وحفظ في الكتابة فجئ يجوز قبول روايته إذا كان عدلا عاقلا. وأبو بكر النهشلي وإن كان فاضلا فهو ممن كثر خطؤه فبطل الاحتجاج به إذا انفرد. وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات لم يجرج في فعله ذلك.
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن يونس يقول: كان أبو بكر النهشلي شيخا صالحا وكان في مرضه حين مات يثب للصلاة وهو لا يقدر فيقال: إنك في عذر فيقول: أبادر طي الصحيفة.
أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني (1): من أهل حمص، يروى عن ضمرة ابن حبيب وأهل الشام. روى عنه ابن المبارك وأهل بلده، لم أسمع أحدا من أصحابنا يذكر له اسما. ولقد حدثني محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا القاسم بن هاشم السمسار قال: سألت أبا اليمان عن اسم أبى بكر بن أبي مريم فقال: بكر.
قال أبو حاتم: إن حفظ أبو اليمان هذا فهو حسن غريب وما أراه محفوظا، ولقد كان أبو بكر بن أبي مريم من خير أهل الشام ولكنه كان ردئ الحفظ يحدث بالشئ ويهم فيه، لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به. فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد.
وهو الذي روى عن حكيم بن عمر عن جابر بن عبد الله: " أن النبي عليه