نعم، إنه حكى ابن داود اتفاقه عن الغضائري وأنه زاد خمسة رجال على المذكورين في كلام النجاشي (1)، وقد اتفق أيضا من ابن نمير على ما نقله العلامة في ترجمة خلاد. (2) وبالجملة: إنه يقع الكلام في أن الصورة الثانية كالأولى، أو بالنون.
وعلى الأول، إنما يفيد زيادة العدالة، أو المدح، أم لا؟
أما الأول: فالظاهر الأول، وفاقا لجماعة منهم الشهيد في الدراية، نظرا إلى أنه المكتوب في النسخ كافة على الظاهر، لانطباق النسخة الموجودة عليه، وكذا كل من حكى عن النجاشي.
ومن البعيد في الغاية، تطرق الغلط في الجميع، بل من المقطوع عدمه، مضافا إلى ما يقال: من أنه على ذلك التقدير يكون موضوعا، غايته أن يكون تأكيدا ولا ضير فيه، لكثرة وقوعه في كلمات الفصحاء، فضلا عن غيرهم، بخلاف الاحتمال الاخر، فإنه على تقديره يكون تابعا كشيطان وليطان ونحوه، فيكون بمنزلة المهمل، فيرجح الأول.
أما الأول: فظاهر.
وأما الثاني: فلأن هذا الوزن إنما في المثال كعدة، وثقة، وسنة، وأضرابها، ولم يوجد في المبادي الموضوعة ونق ينق.
وأيضا فإن من جزم به أو احتمله جعله من التابع، ففي القاموس: وثقة ثقة، من الأتباع، وفي حاشية الدراية: ذكر جماعة من أهل اللغة منهم ابن دريد في